الأحد، 10 فبراير 2013

---" سلامك العزيز "--

---------


سلامك  العزيز ..
أحمله  أمانة ..

فالكثير  ...
استحقو  تحية  ..
ليس  أنا ... فقط

ولكني طائر  كما  تشاء..
او  كما تريدني..
 ان أكون   نسرا  للسماء ..

وفرائشة  للزهور ..
 تمهيدا  للربيع ..

سلامك .. لمن  ..
غابو أحمله

سلامك ..
رحيق  ..

سلامك   مسك
للقلوب  ..

تتعطر  به  الذكريات المتبقية
عنك ..

وعمن  غابوا ..

-----------------
ن.حسن




.-*- المرأة المتسولة والطفل الصغير-*-



-------------------------------
 كان احساسا  غريبا   ساورني ..

في دلك  اليوم  بالضبط   لم   يكن لدي  الشيء الكثير  لكي  اعمله   ..  او  حتى  شيئا  لافقده ...   فلدي  دوما  القليل من الوقت  لكي  اعمل  شيئا ما   من أجل الآخرين . ..

حديثي  هو عن  امرأة متسولة   رأيتها  تتسول  مع طفل  أثار عطفي ومحبتي  وجنوني من أجله   ..   فقررت شيئا غريبا   لم  افهمه  في البداية ..  ولكني  استسلم  عقبها  وقررت   تتبع  وتفقد أثاره عن بعد ..  
في  نفسي  قبل أن  يكون  على ارض الواقع  ... 

 لاكتشف  كيف  يعيش  ذلك  الطفل  المسكين  مع تلك المرأة  ..  التي  يبدو مثل    وحش  كاسر   يحتظن   حملا وديعا ...  

لدلك كان   قرار  زيارتها  .. ولو مشيا  وراءها  ... 
في  اعماقي  كامنة  رغبة  في  التقرب من ذلك الطفل  وزيارته ... 
أخفيتها  .. لكني لم أخفها عن  نفسي  وعواطفي  ... 
   ...

 رأيته لاول  مرة ...  جعل داخلي  ينقلب متمردا  على  كل  شيء رأيته  وتحصل في  تجربتي  عما  يمكن أن    يحس  به انسان  ضعيف  من الالم   اللانساني  في  هذه المدينة   وفي  كل  بقعة على الارض ...

  فحدثت معجزة ما  ... وتعلقت   بدلك الطفل   وانا   اراه  كل مرة  امر   من مكان حيث  تجلس وهي  تحتظنه .. اما  هو  فكان   شبه غائب  أو مغمى عليه .. واحيانا   يفتح عينين  صغيرتين  متعبتين ...

يالها   من  مشيئة .. 

ولكن مجرد  رؤية  ذلك الطفل
جعلني اسحب  كلامي عن  اي  شيء  يتعلق  بالامومة  ..
والرحمة  ... وربما  بعد  دلك  فكرت  فيما اذا كان  هذا المجتمع  الذي  اعيش فيه   يستحق  فعلا  ان  يسمى مجتمع الرحمة  والالفة  والتكافل الاجتماعي...

فكانت هذه الارتسامات  ...  : 

الكثير من الاغنياء .. يجلبون الكثير  من الالم   للغير... اذا  فقدوا  مشاعرهم  تجاه  ابسط واجب  ..  تجاه الفقراء ..

الى اولائك الذين  يتمنون السكن  في  احياء   راقية  .. ان لم  تكنت  راق  المشاعر ..
فاحرص  ان  تتجنب  منادمتهم  في المكان  الدي   سيتحول  من  جنة الى جحيم ..
الى  الذين   يفرحون .. لاموال  اولائك الاوغاد   التي  تستر  عورات الطمع والجشع ... ودوس حقوق الفقراء  في  اموالهم .. وفي مجاورتهم  حقوق  شتى

 نحن  في مجتمع  تنعدم  فيه   الرحمة .. لان القيم   ايضا  انعدمت ..  وحل محلها  الكره والبغضاء..  والانانية .. واذلال الاخرين ..
تهافتنا  على التسمية  فسمينا  بالمسلمين ..لكن  ايننا  من  هذه التسمية ..
خلاصة  القول ...

ان زيارتي  لدلك  الطفل  علمتني  درسا ..عن نفسي  اولا   فأدرت من اكون   وان  هذا القلب  خلق  لمهمة  ما   سامية  لم   يصل بعد  للاضطلاع  بها ..

الزيارة  لامرأة مع طفل  صغير  ظننتها  في البداية انها  تتسول  به .. وأنها  تمعن في  ايذائه  لجعله   يحضي  بالشفقة ..
.
في الحقيقة  كنت  في  ابشع   حالاتي  .. وكنت  مستعدا  للمضي  في الموضوع   قدما  حتى ولو   اضطررت لمقاضاة المرأة   لان الطفل  كان  مريضا  حقا  وتهيأ  لي  الامر  أني  امام  جريمة كاملة  ..  في  عمر 5 أو  ست   سنوات – كما  اخبرتني  تلك المرأة التي  اتضح  بعدها انها  للاسف  امه –
وانهما  يسكنان في براكة صغير في  حي كبير  ... حيث الاغنياء وحيث  صمت  الفخامة ..لكن  لا  احد من اولائك  يلقي  لحالها  بالا  ..
هكذا   حكت لي .. من  قلة ذات اليد  .. 
ورحيل الزوج  ... وقسوة الحياة ورغيف  العيش  .. 

وهكدا  قررت  ان  ابحث  في الموضوع  وفعلا  كان الموضوع  كما  قالت ..
وهكذا  تكونت عندي  عادات  .. 
تجاهها ..  تعرفت اليها .. عن  قرب  لم تكن  أما  حنونا  .. رغم أنها  تظهر  ذلك  .. 
وانها  ساخطة  بيأس  لأنها  عاجزة  عن العمل ...  قالت لي  بأن الصغير   يكبلها ..
ولا  يتركها  تعمل ... أو  تفعل   اي  شيء .. 
لم  احترم أفكارها  .. 
واظهرت   قسوة  تجاهها  .. 
اما  الطفل فشعرت بمسؤولية  ما  تجاهه  .. 
تظل  ترافقني كلما  ابتعدت  
لاجد  نفسي  في  كل مرة  اتحايل  للمرور  من نفس المكان  
حيث كانت تجلس وفي  حضنها الطفل .. والقي  عليهما تحية  ..واساعدها  بقدر  استطاعتي.. 
----------------
ن. حسن 
10/02/2013
----------------


الجمعة، 1 فبراير 2013

.. " في الصيدلية.."



عندما  كنت  أتأمل في الزجاج   أوشكت أن أنسى  لماذا  جئت الى ذلك المكان دو  الرائحة  الحادة من الادوية والعقاقير  ..  كان وسط  الزحمة القليلة  المكونة  من  امرأتين ورجل  عجوز  وشابة   مجموعة  من  الذين   كانوا  ينتظرون   دورهم  هم أيضا .. في  انتظار أن يفرغ الصيدلاني  و يشتروا الدواء منه !... وفي  انتظار  دوري.. وعادة  تروق لي لحظات الانتظار تلك ...ما أحسبه  الوقت الميت كما  يقولون  وغالبا ما  يصادف  عندي  حصول  اشياء  لا اتوقعها  في الغالب  لانها  غالبا ما  تتيح  لي  فسحات للاكتشاف  لا  مثيل  لها ...

انتظار ...وفي أثناء   ذلك..   كنت   اتلهي  بالنظر الى الاشياء .. التي  لا تهمني في  حد ذاتها  ولكن   التفاصيل   الدقيقة التي  يمكنها  ان  توحي لي  بشيء   ما اتعلم منها .. كانت دوما  تأخد  بمجامع  اهتمامي  ..

واستدرت  ..  جالسا..  
على الزجاج    اللامع  ... فوق  لافتة  أنيقة  والبالغة النظافة  كان هناك   ملصق   غريب ... هو  ما   سيكون محط  تأملي  الى  حين فراغ  المستخدم من تحضير الوصفات  وكلامه مع الزبناء  .. وهو  وقت بالكاد  يقترب  من الخمس دقائق  لا  اكثر ولا  اقل .

من رأى منكم   قبلا  ملصقا  يقوم بدعاية  لدواء  اجنبي  لا اتدكر اسمه .. من   قبل  ممثل  محترم... رأيتم   ذلك .. ؟؟  مؤخرا  ..   

هل  انتبه أحدكم الى ذلك الملصق  على  جنبات  الصيدليات ... ؟؟؟؟
نادرا  ما كنت  طالعت   على رؤية الادوية  بحملات دعاية..  
لانه  في الاصل الادوية  لاتحتاج الى  دعاية .. وان    دعايتها - ان  كانت   فعلا  تحتاج الى ذلك -  هي  مجرد أن تكون   ارشاادات   صغيرة لا غير...  هي تلك  الوصفة الصغيرة الدقيقة   في جوف الورقة   يقرأها  القارئ  المريض  ويتعلم  ماهي مميزات الدواء. . لكن  بعد أن   يكون  قد دفع   ثمن الدواء  فعلا  ...

رأيت تلك  الادوية  وهي  في الاغلب  الادوية الاكثر   شهرة .. أي  تلك التي   غالبا  لا يخلو منها  بيت.. مثل المهدئات   ومقاومات الصداع و نزلات البرد او مرهمات الجلد ..  ومعها نادرا  ماتجد  اشهارا  معينا   .

هل  تحتاج  الادوية الى الناس لكي   يقومون بالدعاية لها  ؟.. ام  ان الناس  يحتاجون  الى  الدواء للاستشفاء ..؟

لماذا   يتطوع  الانسان  لكي  يعلن  عن  ادوية  بعينها ادا لم تكن تلك الادوية نافعة فما الحاجة  للتشهير بها   بتلك الطريقة المضحكة..؟؟؟
ويضع لها  لافتة كبيرة  كتلك التي  رأيتها  اليوم  تاخد  ركنا  كبيرا من الصيدلية  ..

لكن مههلا ..
انا   من  رأيت كان   شخصا غير  غريب  ...
ورأيت العبارة  المكتوبة الى  جوار الصورة  ..  احزروا   ما هي .. ؟؟؟
ومن هو  دلك الشخص ...كان  حسن الفد في  مشهد اشهار  لعلبة  عقاقير  .
لا  علاقة  ...؟

الرجل  إياه  ذو الصلعة  البراقة  يعرضها   مع الدواء .. ليس  من اجل  شمبوان  لتساقط الشعر .. أو  شيء من هذا القبيل  ..
ولكن العبارة  كثيرا  مستفزة ..  وغطاء  غير  مناسب   لعقلية  غريبة ..
ومتخلفة ..
انها   سابقة من نوعها  بالنسبة الي .. عند ما  يعلن  "فنان"  كحسن الفد  وعا  من الدواء  مقاوما  لنزلات  البرد   ...   وكانت  العبارة  لغرابتها  كما  كانت مكتوبة :  
لي  ضربوا  البرد .. اضربو ."
وهو  يرتدي  قفازة ملاكمة  يوحي بحركة  رياضية  مضحكة ..
قد اقتربت من الصورة ...
استدرت   في  تساءل  تجاه  من كان موجودا  احاول  استطلاع اي   شيء   ينبئ   عما اذا كان احد   لاحظ  تلك الصورة  .. او  لاحظني  على الاقل  وانا  اتفرس  فيها ...

اذا  بها  صورة  كوميدي ..  يقيم لدعاية  رخيصة   لدواء .. لا ادري  ان كان  من   صنع مغربي ..

ما  علاقة  الاشهار  بهذا الداواء  هل  الدولة  تستفيد  من  اي  شيء  يتعلق  بارتفاع مبيعاته  ... هل  هو من  صنع  محلي..
..
المهم  ان كثيرا من التصورا تخالجتني  لحظاتها   وفكرت..
حول  ما ادا كان  على ان اتدكر  اسم الدواء..
وان افكر   حول  ما  ادا كان هو الداء المناسب ..ام انه الداء  الفعلي .
 بعد كل هذه الافكار  جاء  دوري... حصلت على ما  الدواء الذي  كنت في حاجة اليه  ... ثم  ... انصرفت .

الاثنين، 28 يناير 2013

* واش مشا اتفرج فالماطش.. ولا فـ "ربيعة" ؟^^



--------------------------------------
لا ادري  بالضبط  ماذا كانت  افكاري المتشنجة   بعد العصر..؟
لم  يكن  اي  مكان  على الورق  يتسع   لان اكتب  ملاحظة مهمة  عل الهامش..  بخصوص  الى اين كنت ذاهبا وانا  احصر  نصف  ابتسامة بين  جنبات فمي :

اليوم  - الامس  يعني -  حدث  كبير  ... كبير  بالحجم الكمي نظرا  لعدد المغاربة  الذين  سيشهدون مقابلة  هزيمة  منتخب  بلادي  ضد جنوب افريقيا .. لا  يهم  ان كان   مهما  بالنسبة لي  ان  انتمي  للمغاربة  مشجعا .. حتى ولو بشكل  تضامني  واعيش  حدثا  وطنيا  وقوميا  ...على  حد اهمية الموضوع  .. ماذام     يتضمن   عبارة :

 "الدفاع ... عن"  مهما  كان   ما  سيأتي  بعد العبارة ...

يعتبر هذا  مسألة غاية في الخطور  ...
 كان علي  ان  اشاهد  المباراة  لكي  اضع  بعض المفاهيم  عندي  تحت الاختبار ..
هذا  الناخب الذي  يتململ تحت   ثقل مسؤولية  القاها  الملايين – وانا منهم الى حدود الهزيمة -  ... واللاعبين مساكين  لا ادري  مالذي  دهاهم  لان   يوصلوا  انفسهم  الى نفق  حسابات ضيقة .. ونفق  مسدود  ...لكن  لا تنسى  الوعود  المغرية والملايير  التي  تصرف ... كل  هذا   بلور  موقفي الواضح .. والراسخ ...  


لنعد   ...  قلت :
احيانا  تتراكم النتائج المخيبة  ويكون لها اثر  نفسي ..  
ويكون التحدي  بعد  دلك  هو النهوض من تحت الاوزار ... والتفاؤل  مجددا
ومن تم   وجدت التفسير  الوحيد  للتحفيز على القتالية والروح العالية التي  دعا  اليها المدرب   .. ووجدها فجأة  في  "الدين" .... طبعا  ونِعم  بالله  .. وكرس  بحضور جمعة – كما  علق  على  دلك احد الاصدقاء  بغرابة وطراف لم تخل من  سخرية  ..
فكأنه الاسد  الخبير  يفقد   سيطرته..  و  كان نوعا من الاستسلام .. لم  يفهمه  الطاوسي

المهم ...

اتجهت الى  المقهى .. على الشارع  المؤدي الى  سوق الجملة عندنا  في المدينة التي  اسكن فيها  ..  معروف  لمن  لا  يعرفه من    ابناء المنطقة  خصوصا .. ولا  داعي  لدكر الاسامي.. ^^
دخولي اليه   ليس  لاول مرة .. خصوصا وانه   يعج  برائحة المعسل  ودخان  الميتافيزيقا الجميلة التي  اسمع عنها ولا  اقربها  الا  على  سبيل الفضول  المعرفي ...

دلفت الى المقهى  لا  اخفي حماسة للمقهى اكثر  مما  كان  منتظرا   على التلفزيون من مجريات الكرة .. 
ولان    شكل  الكراسي - هي  على شكل  صالون  فعلي  بأرائك حمراء  واجواء  علبة  ليلة .. سمعت المرأة  وعلمت  ممن   يناديها  بان  اسمها  "ربيعة" ...
وبالتالي  من  اول  وهلة  ذهب  نصف  الماتش .. في التأملات  وملاحظة  التعابير  الدقيقة  واستنتاج الاحاسيس والاماءات  ..

لكن هذا لم  يأخد مني الكثير من  الوقت ..

لاني  سرعان  ما  استأنست  بوجود  مرتادين  آخرين ..
وامتلأ المقهى  لكنه   ظل هادئا .. برائحة السجائر والشيشة ..  وضحكة  الاستاذة ربيعة ..
ابتسمت لي مرتين :
في المرة   الاولى  عندما رأتني  اول مرة  وطلبت  مني  "  ماذا  اشرب" ..
ثم  بعد دلك   لما  جاءت  لاستخلاص  تمن  القهوة.. والكيكة  اللذيذة ..
بدأت كانها تعتدر  لانها  تقاضت  الاجرة   قبل الاوان  وهاد ليس من اللائق .. وطبعا  دلك اكن   استثناء   لكن   تفهمي  لها  فاق  كل الحدود ..
وكنت  مستعدا  حينها  لشيء واحد  ..
أن أأجرها  مرتين .. قبل  المبارة وبعدها .. .

خلال الشوط الاول  الدي  انتهى طبعا   بانتصار  .. كانت تقول  لاحد  الزبائن :

-          "شحال  وصلتي  دابا "   ... ؟
 وكان  هذا يعد  السجائر  التي  دخنها  منذ  بداية جلسته  مخمورا  بالدخان  وبالعبث  تنبعث  منه  رائحة الماربور ... وكان  مسرورا   .. وكان امامي  وفعلا  كان  غير واع تمام   بم يفعل .

بعد  بداية  الشوط التاني  نسيته   تماما .. ولم  انس ربيعة
خصوصا  وانها  كانت  ترفل  في  وزرة  تشبه  مربية  تتنقل  كالنحلة  بين الزبناء متبسطة المزاج ..
كان من الغباء  ان  لا  يكون  لي   شغل  غيرها  طيلة 15 دقيقة  بين  الشوطين..

لكن  في  عقلي  الباطن  سجلت كثيرا  من  الايحاءات الانسانية  والقيم الذي  ساحتاجه  لبناء  متخيلي  عن المراة  الطموحة ....

وبعدها  كان  من السهل  جدا ان  افهم  الهزيمة  التي  منينا   بها..  
صدقوني ..... .

واعلن  الحكم  بهاية المقبلة .. واجهشت  عيني  بدموع   سخينة.

*-* مفكرة معلم **----


-------------------------------------



في  فترة  ما   كنت   سعيدا بنتائجي  وتحصيلي الدراسي وتفوقي.. لكن مهلا   هل  هذا  يعني  اني  لا  اتدكر لحظة من  لحظات  الالم والاحباط  قد تكون    رافقت  تعلمي وأنا تلميذ ؟؟ 

طبعا لا  مرت  علي  لحظات   قوة وضعف .. لحظات امل ويأس  وفي الاخير  انتصار  ... اليوم  بعد كل  تلك السنين تغيرت اشياء  يمكن ملاحظتها  بسهولة  لكن   لعمقها  تضع  فروقات كثير   بين  من كنت  بالامس  ومن  انا  اليوم .. وهكذا صرت  معلما ..

   وحللت  محل  واحد من معلمي  الافتراضيين  كان  يقف الى جانب السبورة  ليلوح   برسالته السامية..  اليوم   بعض المتعلمين اوحوا  لي  بثقل المسؤولية  وباستمرار  الالم  في الزمن  والمكان  هؤلاء   وجدت  بعض الصعوبة في  تعويدهم على قيم  الصحيح من القواعد  والتخلي  عن الرواسب  والتمثلات الخاطئة عن التعلم  والمدرسة  ..  كان مجرد تذكر  اني   كنت انا  ايضا   اتعلم   بصعوبة  يعطيني  بعض العزاء .. وهكذا   تفهمت  قليلا   قليلا الى اي  حد  ربما  اكون   غير  عادل  وانا   ادرس  ماذا حيوية  مثل  ماذة اللغة العربية  التي  احببتها   فعلا .. ولكن  حبا  غير  مشروط   بتعلم  قواعدها .. بل  فقط كان حب  استطلاع وقراءة ..
 نتج عنه   مجموعة من الترسبات  .. العميقة  الصعبةالمعالجة  ..

لم   يكن من السهولة  بمكان  ان  اتجاوزها  ... حتى وانا  اتخصص في مادة  مقترنة  بميكانيزم  التحليل اللغوي ..  
واليوم  على  كرسي  المحاضر لمستويات  ادنى  مثل  التعليم الابتدائي
وجدت  ان  تحديا  بسيطا مثل   تمييز  التاء المربوطة عن التاء المبسوطة  يمكن ان  يكون تنحديا  حقيقيا لي  كمعلم   ثم   لهم  كمتعلمين .. ومعيارا  لنجاعة  وسائلي المتواضعة  ..
كنت دائما  اتفهم  الخريطة  التي  تضع  بعض المتعثرين   كاخر من  يستوعب..
لكن  ماذا  لو ان الامر  هذه المرة  ملحوظ  حتى لذى  الفئات المتقدمة  في تعلمها والمحسوبة   على  النخبة داخل القسم ..

مرت حصة  التمهيد  لدرس التاء   المربوطة والتاء المبسوطة على ما يرام .. التمهيد طبعا  الكل  يفهم ..  او  على الاقل  يفهم الى حدود  نهاية الحصة التي  تدوم 45 دقيقة ... هذه المعرفة التي  نريدها  ان تكون  مدى الحياة  يكون   أمد حياتها  نهاية الحصة عندما  يدق الجرس   يبعثر  تلك  القطع الصغيرة  من العلوم  من  صفحة الشترنج من  تلك الادمغة المبرمجة فقط على  التسلية  وقليل من الجهد ..

في الحقيقة .. في انتظار  حصة التطبيق  على  درس التاء المربوطة
استعنت  بالضبط  في  هذه  تقنيات  كتابة  التاء  بالالواح .. في البداية  الحرص  على  الا  يحدث  اي  خطأ على الاقل  في الظواهرو الامثلة التي   كانت  في النموذج  قبلا  .. تم  كمرحلة  متقدمة  -وهذا  هو الاهم  - التعليل ..  كل  يكتب  في جدول  صغير بالكاد  تتسع  له الالواح  الصغيرة   لماذا كتب التاء  مبسوطة ولماذا كتبها  مربوطة؟؟؟
الى حين   صار  هذا  " الـ  لماذا"  يؤرق  في  بعض الكلمات  التي لا تتميز شكل  كتابتها  ان كانت فعلا  او  اسما ...

كانت   بعض الحالات  سهلة


وتم المسح  واتضح..  ان  اخطاء  اخرى  ترتكب .. على  مستوى الهمزة ..
تم بالطبع  العودة .. والتركيز على  الظاهرة ..
ابدا لا  يمكنني ان  استهين بالامر..
لان هذه المطبة   صار  معيار بالنسبة  لمستوى دراسي  معين .. مثلما  هو الاعراب  وكل  هده الامور  التقنية  البحثة  التي  تتطلب  ضبط قواعد معينة..  هذا  اذا لم  نغفل كل  الشكوى  وكل  العراقيل ... من الاساثدة  عند كل  تقويم  وعند كل  بداية  سنة دراسية  شكاوى  عن   ضعف على مستوى الكتابة والاملاء..  شكاوى من  القدرة  القرائية .. وشكاوى  خصوصا   من  ظواهر  تعتبر  اساسية   ...
وهكدا ...
صرت في  كل  حصة اتوقف  عند الكلمة .. خصوصا في القراءة ...
يستهويني  ان  اظل  وثيق الصلة بكل ما  درسته ... واجعل  رابطا  عند كل  ظرورة .. وأحيي المعارف  باستمرار  لدي  الاطفال .. وهكذا   اتوقف  فجأة  عند كلمة  في نص  قرائي .. وقفة مفاجئة  يفهم   منها  الاطفال  اني  استفسر .. مثلا  :  "وبدأت..."
 وأتوقف ..وقفة  يفهم منها  أني  استفسر عن  سبب  كتابتها  مبسوطة  .. واحيانا   أطلب  اعرابها ..

لكن  القضاء  على  ظاهرة  متفشية  مثل  الخلط  بين  التائين لم  يكن  سهلا ..
في الحصة التانية  التطبيق .. هي  في الحقيقة  حصة  "عصى"  و"جزرة"  ..
العصى  طبعا   مفهومة  وهي  تربوية  وهي موجودة  عندي " اهش بها على  غنمي ولي  فيها  مآرب أخرى  .. ."  و  الجزرة  هي  مجموعة  نقط وعلامات  تدخل  في حسابات   بسيطة  يؤدي  تراكمها  الى  الحصول  على علامة جيدة في المادة  تم على  مستوى   التحفيز  باقامة انشطة  خارجية  احضار  فيديوهات ..  واحيانا  اقامة حفلة . الى اخره ...

ملاحظة  ..
في  اعلى السبورة  - طبعا  بعد  تاريخ اليوم  وما  اليه .... تكتب  العبارة التالية : " ارتكاب  خطأ  غير  مسموح به" 

بعد المراجعة وتقويم  بسيط  توزع الدفاتر... وفي مراسيم  صامتة دقيقة 
يكتب الجميع  ويتم الاملاء ... وبعد نصف  ساعة  تكون الدفاتر على اهبة التصحيح .. وتظهر الهفوات  ..مرة  اخرى ..
وكل  خطإ  له جزاءه  ..  وله وعيده ...
تنتهي الحصة وغيرها من الحصص  قوية في ادئها  يرقب منها  الكثير ..
لكن  ما بال  الزمن والنسيان  كفيلان  باستنزاف  ما  تم  بناءه على مدى اسابيع ..
الغريب  ان   نسبة  الاجابات الصحيحة  98%
لكن  الى اي مدى  تصمد  تلك النسبة  قبل  ان  تصطدم  في بعبارة  كهذه : "وعادة  ئمي  الى البية  لتعد وجبة الغدإ "
------------------
jada salam