الأحد، 10 فبراير 2013

---" سلامك العزيز "--

---------


سلامك  العزيز ..
أحمله  أمانة ..

فالكثير  ...
استحقو  تحية  ..
ليس  أنا ... فقط

ولكني طائر  كما  تشاء..
او  كما تريدني..
 ان أكون   نسرا  للسماء ..

وفرائشة  للزهور ..
 تمهيدا  للربيع ..

سلامك .. لمن  ..
غابو أحمله

سلامك ..
رحيق  ..

سلامك   مسك
للقلوب  ..

تتعطر  به  الذكريات المتبقية
عنك ..

وعمن  غابوا ..

-----------------
ن.حسن




.-*- المرأة المتسولة والطفل الصغير-*-



-------------------------------
 كان احساسا  غريبا   ساورني ..

في دلك  اليوم  بالضبط   لم   يكن لدي  الشيء الكثير  لكي  اعمله   ..  او  حتى  شيئا  لافقده ...   فلدي  دوما  القليل من الوقت  لكي  اعمل  شيئا ما   من أجل الآخرين . ..

حديثي  هو عن  امرأة متسولة   رأيتها  تتسول  مع طفل  أثار عطفي ومحبتي  وجنوني من أجله   ..   فقررت شيئا غريبا   لم  افهمه  في البداية ..  ولكني  استسلم  عقبها  وقررت   تتبع  وتفقد أثاره عن بعد ..  
في  نفسي  قبل أن  يكون  على ارض الواقع  ... 

 لاكتشف  كيف  يعيش  ذلك  الطفل  المسكين  مع تلك المرأة  ..  التي  يبدو مثل    وحش  كاسر   يحتظن   حملا وديعا ...  

لدلك كان   قرار  زيارتها  .. ولو مشيا  وراءها  ... 
في  اعماقي  كامنة  رغبة  في  التقرب من ذلك الطفل  وزيارته ... 
أخفيتها  .. لكني لم أخفها عن  نفسي  وعواطفي  ... 
   ...

 رأيته لاول  مرة ...  جعل داخلي  ينقلب متمردا  على  كل  شيء رأيته  وتحصل في  تجربتي  عما  يمكن أن    يحس  به انسان  ضعيف  من الالم   اللانساني  في  هذه المدينة   وفي  كل  بقعة على الارض ...

  فحدثت معجزة ما  ... وتعلقت   بدلك الطفل   وانا   اراه  كل مرة  امر   من مكان حيث  تجلس وهي  تحتظنه .. اما  هو  فكان   شبه غائب  أو مغمى عليه .. واحيانا   يفتح عينين  صغيرتين  متعبتين ...

يالها   من  مشيئة .. 

ولكن مجرد  رؤية  ذلك الطفل
جعلني اسحب  كلامي عن  اي  شيء  يتعلق  بالامومة  ..
والرحمة  ... وربما  بعد  دلك  فكرت  فيما اذا كان  هذا المجتمع  الذي  اعيش فيه   يستحق  فعلا  ان  يسمى مجتمع الرحمة  والالفة  والتكافل الاجتماعي...

فكانت هذه الارتسامات  ...  : 

الكثير من الاغنياء .. يجلبون الكثير  من الالم   للغير... اذا  فقدوا  مشاعرهم  تجاه  ابسط واجب  ..  تجاه الفقراء ..

الى اولائك الذين  يتمنون السكن  في  احياء   راقية  .. ان لم  تكنت  راق  المشاعر ..
فاحرص  ان  تتجنب  منادمتهم  في المكان  الدي   سيتحول  من  جنة الى جحيم ..
الى  الذين   يفرحون .. لاموال  اولائك الاوغاد   التي  تستر  عورات الطمع والجشع ... ودوس حقوق الفقراء  في  اموالهم .. وفي مجاورتهم  حقوق  شتى

 نحن  في مجتمع  تنعدم  فيه   الرحمة .. لان القيم   ايضا  انعدمت ..  وحل محلها  الكره والبغضاء..  والانانية .. واذلال الاخرين ..
تهافتنا  على التسمية  فسمينا  بالمسلمين ..لكن  ايننا  من  هذه التسمية ..
خلاصة  القول ...

ان زيارتي  لدلك  الطفل  علمتني  درسا ..عن نفسي  اولا   فأدرت من اكون   وان  هذا القلب  خلق  لمهمة  ما   سامية  لم   يصل بعد  للاضطلاع  بها ..

الزيارة  لامرأة مع طفل  صغير  ظننتها  في البداية انها  تتسول  به .. وأنها  تمعن في  ايذائه  لجعله   يحضي  بالشفقة ..
.
في الحقيقة  كنت  في  ابشع   حالاتي  .. وكنت  مستعدا  للمضي  في الموضوع   قدما  حتى ولو   اضطررت لمقاضاة المرأة   لان الطفل  كان  مريضا  حقا  وتهيأ  لي  الامر  أني  امام  جريمة كاملة  ..  في  عمر 5 أو  ست   سنوات – كما  اخبرتني  تلك المرأة التي  اتضح  بعدها انها  للاسف  امه –
وانهما  يسكنان في براكة صغير في  حي كبير  ... حيث الاغنياء وحيث  صمت  الفخامة ..لكن  لا  احد من اولائك  يلقي  لحالها  بالا  ..
هكذا   حكت لي .. من  قلة ذات اليد  .. 
ورحيل الزوج  ... وقسوة الحياة ورغيف  العيش  .. 

وهكدا  قررت  ان  ابحث  في الموضوع  وفعلا  كان الموضوع  كما  قالت ..
وهكذا  تكونت عندي  عادات  .. 
تجاهها ..  تعرفت اليها .. عن  قرب  لم تكن  أما  حنونا  .. رغم أنها  تظهر  ذلك  .. 
وانها  ساخطة  بيأس  لأنها  عاجزة  عن العمل ...  قالت لي  بأن الصغير   يكبلها ..
ولا  يتركها  تعمل ... أو  تفعل   اي  شيء .. 
لم  احترم أفكارها  .. 
واظهرت   قسوة  تجاهها  .. 
اما  الطفل فشعرت بمسؤولية  ما  تجاهه  .. 
تظل  ترافقني كلما  ابتعدت  
لاجد  نفسي  في  كل مرة  اتحايل  للمرور  من نفس المكان  
حيث كانت تجلس وفي  حضنها الطفل .. والقي  عليهما تحية  ..واساعدها  بقدر  استطاعتي.. 
----------------
ن. حسن 
10/02/2013
----------------


الجمعة، 1 فبراير 2013

.. " في الصيدلية.."



عندما  كنت  أتأمل في الزجاج   أوشكت أن أنسى  لماذا  جئت الى ذلك المكان دو  الرائحة  الحادة من الادوية والعقاقير  ..  كان وسط  الزحمة القليلة  المكونة  من  امرأتين ورجل  عجوز  وشابة   مجموعة  من  الذين   كانوا  ينتظرون   دورهم  هم أيضا .. في  انتظار أن يفرغ الصيدلاني  و يشتروا الدواء منه !... وفي  انتظار  دوري.. وعادة  تروق لي لحظات الانتظار تلك ...ما أحسبه  الوقت الميت كما  يقولون  وغالبا ما  يصادف  عندي  حصول  اشياء  لا اتوقعها  في الغالب  لانها  غالبا ما  تتيح  لي  فسحات للاكتشاف  لا  مثيل  لها ...

انتظار ...وفي أثناء   ذلك..   كنت   اتلهي  بالنظر الى الاشياء .. التي  لا تهمني في  حد ذاتها  ولكن   التفاصيل   الدقيقة التي  يمكنها  ان  توحي لي  بشيء   ما اتعلم منها .. كانت دوما  تأخد  بمجامع  اهتمامي  ..

واستدرت  ..  جالسا..  
على الزجاج    اللامع  ... فوق  لافتة  أنيقة  والبالغة النظافة  كان هناك   ملصق   غريب ... هو  ما   سيكون محط  تأملي  الى  حين فراغ  المستخدم من تحضير الوصفات  وكلامه مع الزبناء  .. وهو  وقت بالكاد  يقترب  من الخمس دقائق  لا  اكثر ولا  اقل .

من رأى منكم   قبلا  ملصقا  يقوم بدعاية  لدواء  اجنبي  لا اتدكر اسمه .. من   قبل  ممثل  محترم... رأيتم   ذلك .. ؟؟  مؤخرا  ..   

هل  انتبه أحدكم الى ذلك الملصق  على  جنبات  الصيدليات ... ؟؟؟؟
نادرا  ما كنت  طالعت   على رؤية الادوية  بحملات دعاية..  
لانه  في الاصل الادوية  لاتحتاج الى  دعاية .. وان    دعايتها - ان  كانت   فعلا  تحتاج الى ذلك -  هي  مجرد أن تكون   ارشاادات   صغيرة لا غير...  هي تلك  الوصفة الصغيرة الدقيقة   في جوف الورقة   يقرأها  القارئ  المريض  ويتعلم  ماهي مميزات الدواء. . لكن  بعد أن   يكون  قد دفع   ثمن الدواء  فعلا  ...

رأيت تلك  الادوية  وهي  في الاغلب  الادوية الاكثر   شهرة .. أي  تلك التي   غالبا  لا يخلو منها  بيت.. مثل المهدئات   ومقاومات الصداع و نزلات البرد او مرهمات الجلد ..  ومعها نادرا  ماتجد  اشهارا  معينا   .

هل  تحتاج  الادوية الى الناس لكي   يقومون بالدعاية لها  ؟.. ام  ان الناس  يحتاجون  الى  الدواء للاستشفاء ..؟

لماذا   يتطوع  الانسان  لكي  يعلن  عن  ادوية  بعينها ادا لم تكن تلك الادوية نافعة فما الحاجة  للتشهير بها   بتلك الطريقة المضحكة..؟؟؟
ويضع لها  لافتة كبيرة  كتلك التي  رأيتها  اليوم  تاخد  ركنا  كبيرا من الصيدلية  ..

لكن مههلا ..
انا   من  رأيت كان   شخصا غير  غريب  ...
ورأيت العبارة  المكتوبة الى  جوار الصورة  ..  احزروا   ما هي .. ؟؟؟
ومن هو  دلك الشخص ...كان  حسن الفد في  مشهد اشهار  لعلبة  عقاقير  .
لا  علاقة  ...؟

الرجل  إياه  ذو الصلعة  البراقة  يعرضها   مع الدواء .. ليس  من اجل  شمبوان  لتساقط الشعر .. أو  شيء من هذا القبيل  ..
ولكن العبارة  كثيرا  مستفزة ..  وغطاء  غير  مناسب   لعقلية  غريبة ..
ومتخلفة ..
انها   سابقة من نوعها  بالنسبة الي .. عند ما  يعلن  "فنان"  كحسن الفد  وعا  من الدواء  مقاوما  لنزلات  البرد   ...   وكانت  العبارة  لغرابتها  كما  كانت مكتوبة :  
لي  ضربوا  البرد .. اضربو ."
وهو  يرتدي  قفازة ملاكمة  يوحي بحركة  رياضية  مضحكة ..
قد اقتربت من الصورة ...
استدرت   في  تساءل  تجاه  من كان موجودا  احاول  استطلاع اي   شيء   ينبئ   عما اذا كان احد   لاحظ  تلك الصورة  .. او  لاحظني  على الاقل  وانا  اتفرس  فيها ...

اذا  بها  صورة  كوميدي ..  يقيم لدعاية  رخيصة   لدواء .. لا ادري  ان كان  من   صنع مغربي ..

ما  علاقة  الاشهار  بهذا الداواء  هل  الدولة  تستفيد  من  اي  شيء  يتعلق  بارتفاع مبيعاته  ... هل  هو من  صنع  محلي..
..
المهم  ان كثيرا من التصورا تخالجتني  لحظاتها   وفكرت..
حول  ما ادا كان  على ان اتدكر  اسم الدواء..
وان افكر   حول  ما  ادا كان هو الداء المناسب ..ام انه الداء  الفعلي .
 بعد كل هذه الافكار  جاء  دوري... حصلت على ما  الدواء الذي  كنت في حاجة اليه  ... ثم  ... انصرفت .