الجمعة، 1 فبراير 2013

.. " في الصيدلية.."



عندما  كنت  أتأمل في الزجاج   أوشكت أن أنسى  لماذا  جئت الى ذلك المكان دو  الرائحة  الحادة من الادوية والعقاقير  ..  كان وسط  الزحمة القليلة  المكونة  من  امرأتين ورجل  عجوز  وشابة   مجموعة  من  الذين   كانوا  ينتظرون   دورهم  هم أيضا .. في  انتظار أن يفرغ الصيدلاني  و يشتروا الدواء منه !... وفي  انتظار  دوري.. وعادة  تروق لي لحظات الانتظار تلك ...ما أحسبه  الوقت الميت كما  يقولون  وغالبا ما  يصادف  عندي  حصول  اشياء  لا اتوقعها  في الغالب  لانها  غالبا ما  تتيح  لي  فسحات للاكتشاف  لا  مثيل  لها ...

انتظار ...وفي أثناء   ذلك..   كنت   اتلهي  بالنظر الى الاشياء .. التي  لا تهمني في  حد ذاتها  ولكن   التفاصيل   الدقيقة التي  يمكنها  ان  توحي لي  بشيء   ما اتعلم منها .. كانت دوما  تأخد  بمجامع  اهتمامي  ..

واستدرت  ..  جالسا..  
على الزجاج    اللامع  ... فوق  لافتة  أنيقة  والبالغة النظافة  كان هناك   ملصق   غريب ... هو  ما   سيكون محط  تأملي  الى  حين فراغ  المستخدم من تحضير الوصفات  وكلامه مع الزبناء  .. وهو  وقت بالكاد  يقترب  من الخمس دقائق  لا  اكثر ولا  اقل .

من رأى منكم   قبلا  ملصقا  يقوم بدعاية  لدواء  اجنبي  لا اتدكر اسمه .. من   قبل  ممثل  محترم... رأيتم   ذلك .. ؟؟  مؤخرا  ..   

هل  انتبه أحدكم الى ذلك الملصق  على  جنبات  الصيدليات ... ؟؟؟؟
نادرا  ما كنت  طالعت   على رؤية الادوية  بحملات دعاية..  
لانه  في الاصل الادوية  لاتحتاج الى  دعاية .. وان    دعايتها - ان  كانت   فعلا  تحتاج الى ذلك -  هي  مجرد أن تكون   ارشاادات   صغيرة لا غير...  هي تلك  الوصفة الصغيرة الدقيقة   في جوف الورقة   يقرأها  القارئ  المريض  ويتعلم  ماهي مميزات الدواء. . لكن  بعد أن   يكون  قد دفع   ثمن الدواء  فعلا  ...

رأيت تلك  الادوية  وهي  في الاغلب  الادوية الاكثر   شهرة .. أي  تلك التي   غالبا  لا يخلو منها  بيت.. مثل المهدئات   ومقاومات الصداع و نزلات البرد او مرهمات الجلد ..  ومعها نادرا  ماتجد  اشهارا  معينا   .

هل  تحتاج  الادوية الى الناس لكي   يقومون بالدعاية لها  ؟.. ام  ان الناس  يحتاجون  الى  الدواء للاستشفاء ..؟

لماذا   يتطوع  الانسان  لكي  يعلن  عن  ادوية  بعينها ادا لم تكن تلك الادوية نافعة فما الحاجة  للتشهير بها   بتلك الطريقة المضحكة..؟؟؟
ويضع لها  لافتة كبيرة  كتلك التي  رأيتها  اليوم  تاخد  ركنا  كبيرا من الصيدلية  ..

لكن مههلا ..
انا   من  رأيت كان   شخصا غير  غريب  ...
ورأيت العبارة  المكتوبة الى  جوار الصورة  ..  احزروا   ما هي .. ؟؟؟
ومن هو  دلك الشخص ...كان  حسن الفد في  مشهد اشهار  لعلبة  عقاقير  .
لا  علاقة  ...؟

الرجل  إياه  ذو الصلعة  البراقة  يعرضها   مع الدواء .. ليس  من اجل  شمبوان  لتساقط الشعر .. أو  شيء من هذا القبيل  ..
ولكن العبارة  كثيرا  مستفزة ..  وغطاء  غير  مناسب   لعقلية  غريبة ..
ومتخلفة ..
انها   سابقة من نوعها  بالنسبة الي .. عند ما  يعلن  "فنان"  كحسن الفد  وعا  من الدواء  مقاوما  لنزلات  البرد   ...   وكانت  العبارة  لغرابتها  كما  كانت مكتوبة :  
لي  ضربوا  البرد .. اضربو ."
وهو  يرتدي  قفازة ملاكمة  يوحي بحركة  رياضية  مضحكة ..
قد اقتربت من الصورة ...
استدرت   في  تساءل  تجاه  من كان موجودا  احاول  استطلاع اي   شيء   ينبئ   عما اذا كان احد   لاحظ  تلك الصورة  .. او  لاحظني  على الاقل  وانا  اتفرس  فيها ...

اذا  بها  صورة  كوميدي ..  يقيم لدعاية  رخيصة   لدواء .. لا ادري  ان كان  من   صنع مغربي ..

ما  علاقة  الاشهار  بهذا الداواء  هل  الدولة  تستفيد  من  اي  شيء  يتعلق  بارتفاع مبيعاته  ... هل  هو من  صنع  محلي..
..
المهم  ان كثيرا من التصورا تخالجتني  لحظاتها   وفكرت..
حول  ما ادا كان  على ان اتدكر  اسم الدواء..
وان افكر   حول  ما  ادا كان هو الداء المناسب ..ام انه الداء  الفعلي .
 بعد كل هذه الافكار  جاء  دوري... حصلت على ما  الدواء الذي  كنت في حاجة اليه  ... ثم  ... انصرفت .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق