الأحد، 10 فبراير 2013

.-*- المرأة المتسولة والطفل الصغير-*-



-------------------------------
 كان احساسا  غريبا   ساورني ..

في دلك  اليوم  بالضبط   لم   يكن لدي  الشيء الكثير  لكي  اعمله   ..  او  حتى  شيئا  لافقده ...   فلدي  دوما  القليل من الوقت  لكي  اعمل  شيئا ما   من أجل الآخرين . ..

حديثي  هو عن  امرأة متسولة   رأيتها  تتسول  مع طفل  أثار عطفي ومحبتي  وجنوني من أجله   ..   فقررت شيئا غريبا   لم  افهمه  في البداية ..  ولكني  استسلم  عقبها  وقررت   تتبع  وتفقد أثاره عن بعد ..  
في  نفسي  قبل أن  يكون  على ارض الواقع  ... 

 لاكتشف  كيف  يعيش  ذلك  الطفل  المسكين  مع تلك المرأة  ..  التي  يبدو مثل    وحش  كاسر   يحتظن   حملا وديعا ...  

لدلك كان   قرار  زيارتها  .. ولو مشيا  وراءها  ... 
في  اعماقي  كامنة  رغبة  في  التقرب من ذلك الطفل  وزيارته ... 
أخفيتها  .. لكني لم أخفها عن  نفسي  وعواطفي  ... 
   ...

 رأيته لاول  مرة ...  جعل داخلي  ينقلب متمردا  على  كل  شيء رأيته  وتحصل في  تجربتي  عما  يمكن أن    يحس  به انسان  ضعيف  من الالم   اللانساني  في  هذه المدينة   وفي  كل  بقعة على الارض ...

  فحدثت معجزة ما  ... وتعلقت   بدلك الطفل   وانا   اراه  كل مرة  امر   من مكان حيث  تجلس وهي  تحتظنه .. اما  هو  فكان   شبه غائب  أو مغمى عليه .. واحيانا   يفتح عينين  صغيرتين  متعبتين ...

يالها   من  مشيئة .. 

ولكن مجرد  رؤية  ذلك الطفل
جعلني اسحب  كلامي عن  اي  شيء  يتعلق  بالامومة  ..
والرحمة  ... وربما  بعد  دلك  فكرت  فيما اذا كان  هذا المجتمع  الذي  اعيش فيه   يستحق  فعلا  ان  يسمى مجتمع الرحمة  والالفة  والتكافل الاجتماعي...

فكانت هذه الارتسامات  ...  : 

الكثير من الاغنياء .. يجلبون الكثير  من الالم   للغير... اذا  فقدوا  مشاعرهم  تجاه  ابسط واجب  ..  تجاه الفقراء ..

الى اولائك الذين  يتمنون السكن  في  احياء   راقية  .. ان لم  تكنت  راق  المشاعر ..
فاحرص  ان  تتجنب  منادمتهم  في المكان  الدي   سيتحول  من  جنة الى جحيم ..
الى  الذين   يفرحون .. لاموال  اولائك الاوغاد   التي  تستر  عورات الطمع والجشع ... ودوس حقوق الفقراء  في  اموالهم .. وفي مجاورتهم  حقوق  شتى

 نحن  في مجتمع  تنعدم  فيه   الرحمة .. لان القيم   ايضا  انعدمت ..  وحل محلها  الكره والبغضاء..  والانانية .. واذلال الاخرين ..
تهافتنا  على التسمية  فسمينا  بالمسلمين ..لكن  ايننا  من  هذه التسمية ..
خلاصة  القول ...

ان زيارتي  لدلك  الطفل  علمتني  درسا ..عن نفسي  اولا   فأدرت من اكون   وان  هذا القلب  خلق  لمهمة  ما   سامية  لم   يصل بعد  للاضطلاع  بها ..

الزيارة  لامرأة مع طفل  صغير  ظننتها  في البداية انها  تتسول  به .. وأنها  تمعن في  ايذائه  لجعله   يحضي  بالشفقة ..
.
في الحقيقة  كنت  في  ابشع   حالاتي  .. وكنت  مستعدا  للمضي  في الموضوع   قدما  حتى ولو   اضطررت لمقاضاة المرأة   لان الطفل  كان  مريضا  حقا  وتهيأ  لي  الامر  أني  امام  جريمة كاملة  ..  في  عمر 5 أو  ست   سنوات – كما  اخبرتني  تلك المرأة التي  اتضح  بعدها انها  للاسف  امه –
وانهما  يسكنان في براكة صغير في  حي كبير  ... حيث الاغنياء وحيث  صمت  الفخامة ..لكن  لا  احد من اولائك  يلقي  لحالها  بالا  ..
هكذا   حكت لي .. من  قلة ذات اليد  .. 
ورحيل الزوج  ... وقسوة الحياة ورغيف  العيش  .. 

وهكدا  قررت  ان  ابحث  في الموضوع  وفعلا  كان الموضوع  كما  قالت ..
وهكذا  تكونت عندي  عادات  .. 
تجاهها ..  تعرفت اليها .. عن  قرب  لم تكن  أما  حنونا  .. رغم أنها  تظهر  ذلك  .. 
وانها  ساخطة  بيأس  لأنها  عاجزة  عن العمل ...  قالت لي  بأن الصغير   يكبلها ..
ولا  يتركها  تعمل ... أو  تفعل   اي  شيء .. 
لم  احترم أفكارها  .. 
واظهرت   قسوة  تجاهها  .. 
اما  الطفل فشعرت بمسؤولية  ما  تجاهه  .. 
تظل  ترافقني كلما  ابتعدت  
لاجد  نفسي  في  كل مرة  اتحايل  للمرور  من نفس المكان  
حيث كانت تجلس وفي  حضنها الطفل .. والقي  عليهما تحية  ..واساعدها  بقدر  استطاعتي.. 
----------------
ن. حسن 
10/02/2013
----------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق